"يجب قبول قيمنا"

مقتطفات من حوار صحفي مع وزير الداخلية الألمانية أجرته معه جريدة برلين "برلينر تسايتونج" في

6 أبريل/نيسان 2006 بشأن اقتراح عقد قمة حول موضوع الاندماج (اندماج الأجانب في ألمانيا)

سؤال  : السيد / شويبلا ، حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" يطالب بعقد قمة حول موضوع الاندماج، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها مدرسة روتلي. ماذا تتوقعون من مثل تلك القمة؟ (لقد توقف المدرسون عن التدريس لأن نسبة التلاميذ الذين لا يفهمون الألمانية كان كبيراً بدرجة جعلتهم لا يستطيعون أولا يرغبون في متابعة الحصص الدراسية.)

جواب : هذه القمة مبادرة جيدة لأن ضرورة التصرف أصبحت ملحة. الجيل الأول من الأجانب كانت مشاكله مع الاندماج أقل من الجيل الثاني والثالث.

لذلك فإن علينا الاعتناء بأولئك الذين يولدون وينشأون هنا وأولئك الذين يبقون هنا. لن يتمكن الاتحاد من إنجاز تلك المهمة وحده ، جميع مؤسسات الدولة يجب أن تسهم في ذلك وخصوصاً البلديات.

إن النقاشات العامة عن الأحداث هي أيضاً فرصة لحلها. وأنا أحذر من قصر المشكلة على نقص القدرات اللغوية فيما يتعلق باللغة الألمانية. فالقدرات اللغوية وحدها ليست ضامناً لحدوث الاندماج ، كما يتضح من المثال الفرنسي.

سؤال  : من الذي من المفترض أن يشارك في القمة؟

جواب : ممثلون عن الاتحاد والولايات والبلديات ، وكذلك الذين يسعون إلى تحقيق الاندماج من أعضاء الرابطات والاتحادات والمنظمات الكنسية. فضلاً عن ذلك يجب أن يشارك ممثلو الجاليات الأجنبية.

عليهم أن يعملوا على أن يتنامى بين المهاجرين إدراك أن عليهم أن يندمجوا. كما يجب أيضاً أن تنطلق من القمة إشارة توضح أننا نرحب بالأجانب لدينا.

سؤال  : هل وجدتم في الجاليات المسلمة طرفاً للحوار حتى يتم إشراكهم هم أيضاً؟

جواب : هذه بالفعل مشكلة. لدينا منظمات إسلامية عديدة ولكن لا يوجد اتحاد مركزي يمثل مصالح جميع المسلمين. وجود تمثيل عنهم هو أمر مرغوب. ولو كان هذا هو الحال لتمكنا من تنظيم حصص الدين الإسلامي في المدارس بصورة أفضل.

سؤال  : في النقاشات السياسية تصل المطالب إلى إبعاد الأسر غير الراغبة في الاندماج. هل تمثل مثل تلك العقوبات الطريق الصحيح؟

جواب : نعم. الذي لن يفي على الدوام بواجباته المتعلقة بعملية الاندماج ولا يريد أن يعيش أبناءه مثل الألمان ، يكون قد ارتكب خطأ عندما أتى إلى ألمانيا.

لن نتمكن من تحقيق الاندماج إذا لم يدرك أباء وأمهات الأطفال الذين يولدون هنا أن عليهم واجب ومسؤلية تربية ودمج أبنائهم في المجتمع الألماني.

حيث لا تستطيع الدولة دمج الأطفال رغماً عن والديهم. كذلك لن تتمكن المدارس من تحقيق ذلك. يجب على الدولة أن تشجع ، كما يجب عليها أيضاً أن تطالب ، وذلك لصالحنا نحن كما هو أيضاً لصالح الأجانب الذين يعيشون هنا.

سؤال  : على ما تقيسون الاندماج الناجح؟

جواب : يجب قبول قيمنا والالتزام بها ، مثلاً المساواة بين المرأة والرجل. كما يجب قبول المفهوم الأساسي للحرية في العالم الغربي.

يمكن أن يكره المرء الرسوم الكاريكاتيرية لمحمد ولكن يجب أن تُقبل حرية التعبير عن الرأي وعدم استخدام العنف.


سؤال  : كثير من الشباب لا يجدون فرصة للتعلم. هل عدم وجود آفاق سبب في نقص الاندماج؟

جواب : نقص فرص العمل بالنسبة للشباب الأجانب على وجه الخصوص هو وضع سيء. ولكن يجب ألا نقصر نقص الاندماج على عدم وجود آفاق وإلا فلن نحل المشاكل.

يجب علينا حقيقةً أن نقول للشباب أن عليهم الاهتمام بأنفسهم بإيجاد فرصهم.

[...]

سؤال  : نسبة السكان ذوي الطابع المسيحي ستتراجع في العقود القادمة كما تقول بعض التنبؤات ، بينما ستتزايد نسبة السكان ذوي الطابع الإسلامي. هل سيصبح التعايش أصعب؟

جواب : سيصبح الوضع اصعب إذا فشل الاندماج. كيف ستتطور الأحداث هذا يتعلق أيضاً بالإسلام. فلا يمكن أن يكون في ظل الشريعة من يدخل المسيحية مهدداً بالموت.

حرية الاعتقاد والتسامح للجميع. هذا يعني أيضاً للإسلام أن يعترف بالفصل بين سلطة الدين وسلطة الدولة. يجب على المسلمين الذين يعيشون في أوروبا ان يقبلوا ذلك.

سؤال  : هل يجب على الألمان أيضاً أن يغيروا من أنفسهم؟

جواب : بالطبع. يجب أن يُمارس التعايش مع الأجانب وتتوفر الرغبة فيه. يجب على الألمان أن يفهموا أن الأجانب الذين يعيشون هنا لا يمثلوا تهديداً. وهنا تعطينا أزمة الرسوم الكاريكاتيرية مثلاً جيداً ، حيث عبر المسلمون في ألمانيا عن رفضهم للعنف بوضوح.

إذا تعايشنا معاً فسيصبح الأجانب إثراء.